كتاب لايغسله الماء
ماهو هذا الكتاب؟
قال القرطبي يرحمه الله في تفسيره لسورة البقرة الجزء الأول
"ذلك الكتاب لاريب فيه"أي القرآن وفي البخاري(وقال معمرذلك الكتاب هو القرآن)
وذلك قد تستعمل في الإشارة إلى حاضر,وإن كان موضوعا للإشارة إلى غائب كما قال تعالى
في الإخبار عن نفسه جل وعز:"ذلك عالم الغيب والشهادة" السجدة الآية 6.
واختلف في ذلك الغائب على أقوال عشرة فقيل":ذلك الكتاب" أي الكتاب الذي كتبتُ على الخلائق بالسعادة والشقاء والأجل والرزق لاريب فيه ألا لا مبدل له,وقيل "ذلك الكتاب" أي الذي كتبتُ على نفسي في الازل (أن رحمتى سبقت غضبي).
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"لما قضى الله الخلق كتب في كتابه على نفسه فهو موضوع عنده أن رحمتي تغلب غضبي" وفي رواية"سبقت" وقيل أن الله تعالى قد كان وعد نبيه عليه الصلاة والسلام أن ينزل عليه كتابا لايمحوه الماء ,
فأشار إلى ذلك الوعد كما في صحيح مسلم من حديث عياض بن حمار المجاشعى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال":إن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب وقال إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك وأنزلت عليك كتاباً لايغسله الماء تقرؤه نائما ويقطان" الحديث,
وقيل:الإشارة إلى ماقد نزل من القرآن بمكة .وقيل إن الله تبارك وتعالى لما أنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم بمكة "إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا" لم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم مستشرفا لإنجاز هذا الوعد من ربه عز وجل ,فلما أنزل عليه بالمدينة(الم ذلك الكتاب لاريب فيه)كان فيع معنى القرآن الذي أنزلته عليك بالمدينة,ذلك الكتاب الذي وعدتك أن أوحيه إليك بمكة.
فانظر إبن الإسلام وتدبر كتابك الذي لا يغسله الماء ولا تنسانا من صالح الدعاء ,جعل الله ذلك العمل خالصا لوجهه الكريم وتقبل من الجميع.